قصة الشاب السوري الذي تم ترحيله من تركيا وحير سكان الشمال السوري بذكائه

موقع أيام نيوز

قصة الشاب السوري الذي تم ترحيله من تركيا وحير سكان الشمال السوري بذكائه
في أحد الأيام شاب سوري يدعى خالد كان يعيش في تركيا لمدة سبع سنوات. كان خالد يعمل بجد ونشاط في مطعم صغير حيث كان يعرف بروحه المرحة وابتسامته الدائمة.
رغم أنه كان راضيا عن حياته في تركيا إلا أن ظروف البلاد لم تكن مواتية له دائما. فجأة جاء اليوم الذي لم يكن يتوقعه خالد حيث تم ترحيله إلى سوريا.


وصل خالد إلى الشمال السوري وعزم على البدء من جديد. لكنه لم يكن يملك سوى القليل من المال وبعض المهارات التي تعلمها في تركيا.
و قرر أن يبدأ مشروعا صغيرا ببيع العصير على الطريق العام. كل صباح كان خالد يستيقظ مبكرا يجهز العصائر الطازجة ويبدأ يومه بابتسامة عريضة يحاول من خلالها جذب الزبائن.
رغم أن ډخله اليومي من بيع العصير لم يكن يتجاوز 300 ليرة تركية إلا أن خالد كان يدخر جزءا من هذا المال بشكل يومي. كان هدفه كبيرا ولكنه كان يعرف أن البداية تكون بخطوة صغيرة.
بدأ بشراء قطعتين من البلوك كل يوم بسعر 10 ليرات. بعد يوم طويل من العمل كان خالد يحمل البلوك إلى منزله المستأجر في القرية.
بدأ الناس من حوله يلاحظون تصرفاته الغريبة فكانوا يرونه يحمل البلوك يوميا ويتساءلون عن السبب. لم يفصح خالد عن خطته لأحد بل كان يكتفي بالابتسامة والصمت. وبعد ثلاثة أشهر حصلت المفاجأة 
كان خالد قد جمع كمية كبيرة من البلوك. بدأ في بناء منزله الصغير على قطعة أرض مجانية في أطراف القرية. لم يكن هناك أحد ليعترض حيث كانت المنطقة خالية ولا يوجد حسيب ولا رقيب.
استخدم خالد مهاراته في البناء وبدأ في تركيب البلوك بنفسه. كان يعمل ليلا نهارا يستخدم أي وقت فراغ في البناء. لم يكن الأمر سهلا لكنه كان مصمما على تحقيق حلمه. تدريجيا بدأ المنزل يتشكل وأصبح لديه مأوى خاص به.
استمر خالد في جمع المال لشراء أدوات الإسمنت واللوازم الأخرى. بعد فترة أصبح منزله جاهزا للسكن. كان يشعر بالفخر كلما نظر إلى منزله فهو الذي بنى كل شيء بيديه من الألف إلى الياء.
عندما عرف الناس بأمر منزله أصابهم الذهول. كيف استطاع خالد خلال ثلاثة أشهر فقط امتلاك منزل بينما هم يعملون لسنوات ولم يتمكنوا من شراء حتى غرفة اجتمعوا حوله وسألوه عن السر. ابتسم خالد وقال ببساطة في كل يوم كنت أشتري قطعتين من البلوك وأصطحبهما معي إلى المنزل. جمعت البلوك وبنيت منزلي بنفسي. الأرض هنا مجانية ولا يوجد من يمنعك. بالصبر والإصرار يمكن تحقيق الأحلام.
كانت قصة خالد درسا للجميع عن الإصرار والعزيمة. لم يكن الأمر متعلقا بالمال فقط بل بالإبداع والطموح والعمل الجاد. أثبت خالد أن البدايات الصغيرة يمكن أن تؤدي إلى إنجازات عظيمة إذا كانت هناك إرادة وتصميم. ومنذ ذلك الحين أصبح خالد رمزا للأمل والإلهام في قريته وشكرت ابتسامته العريضة على الدروس القيمة التي علمها للجميع.

تم نسخ الرابط