لماذا لم يصافح النبى ﷺ النساء وتوعـد فاعلها بعـذب اليم؟
لماذا لم يصافح النبى ﷺ النساء وتوعد فاعلها بعذب اليم
تعتبر مصافحة الأشخاص من العادات الاجتماعية المتعارف عليها في العديد من الثقافات ولكن يعتبر هذا الأمر محل جدل كبير على مستوى الدين والعلم خاصة فيما يتعلق بمصافحة الرجال والنساء. إذا قمنا بتحليل ما يحدث لجسم المرأة عند مصافحتها لرجل يمكننا أن نتناول عدة جوانب مثل التغيرات النفسية والفيزيولوجية بالإضافة إلى الأبعاد الدينية والاجتماعية.
عند مصافحة امرأة لرجل يمكن أن تشهد جسمها بعض التغيرات الفسيولوجية. على سبيل المثال قد تزيد معدلات ضربات القلب وتصبح مستويات الكورتيزول هرمون التوتر أعلى مما يعكس حالة من الإجهاد أو القلق. هذه التفاعلات تستند إلى استجابة الجسم للحالات الاجتماعية وقد تكون أكثر وضوحا في سياقات قد تعتبر المحادثة فيها غير مألوفة أو غير مريحة.
على المدى النفسي قد تؤثر مصافحة الرجل على شعور المرأة بالراحة أو القلق. فالمرأة قد تشعر ببعض التوتر عند المصافحة وقد يكون لهذه التجربة آثار سلبية على ثقتها بنفسها وشعورها بالأمان. لذا تعتبر هذه الأبعاد النفسية هامة في فهم المعاني المترتبة على المصافحة بين الجنسين.
الأبعاد الدينية والاجتماعية
النبي محمد ﷺ هو قدوة للمسلمين في جميع جوانب حياتهم بما في ذلك كيفية تعاملهم مع الچنس الآخر. وقد وردت أحاديث تتعلق بعدم مصافحة النساء حيث قيل إن النبي ﷺ قال لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له رواه الترميذي. هنا يشدد الحديث على خطۏرة الاقتراب الاجتماعي غير المصرح به والذي يمكن أن يؤدي إلى تجاوزات أخلاقية وشرعية.
هذا الټهديد ينفذ كوسيلة للإشارة إلى قيمة العفة والاحتشام في المجتمع الإسلامي. إذ يهدف إلى الحفاظ على الضوابط الأخلاقية والاجتماعية ويعكس الحرص على حماية الأفراد والمجتمع من الفتن. يفسر هذا التحذير كدليل على سعي الإسلام لتحقيق قيم الطهارة والحفاظ على الروابط الأسرية والاجتماعية في إطار يعزز الاحترام والمودة بين الجنسين.
تقتضي مسألة مصافحة الرجال والنساء فهما عميقا يتجاوز التحليل السطحي حيث تسلط الضوء على تفاعلات الجسم والعقل بالإضافة إلى الأسس الدينية والثقافية التي تشكل سلوك الأفراد. لنكون أكثر وعيا بآثار هذه التصرفات يجب على المجتمع متابعة الفهم الصحيح للدين وتعزيز القيم التي تحمي الأفراد وتساهم في بناء مجتمع سليم ومتوازن.
وفي ختام هذا المقال ينبغي علينا دائما مراجعة وتدقيق تصرفاتنا بناء على مبادئ وعقائدنا والسعي لتحقيق التوازن بين احتياجاتنا الاجتماعية والاحترام للحدود الشرعية.