سؤال ديني مهم والاجابة فى المقالة
المحتويات
سؤال ديني مهم والاجابة فى المقالة
من المعلوم أن سورة الأنعام مكية وقد نزلت جملة واحدة على أرجح الأقوال وحولها سبعون ألف ملك يجأرون حولها بالتسبيح.
والواقع أن سياق السورة في تماسكه وتدافعه وتدفقه يوقع في القلب أن هذه السورة نهر يتدفق بلا حواجز ولا فواصل. هذا الموكب وهذا الارتجاج واضح ظلهما في هذه السورة إنها هي ذاتها موكب ترتج له النفس والكون زحمة من المواقف والمشاهد والإيقاعات تشبه مجرى النهر المتدافع بالأمواج المتلاحقة ما تكاد الموجة تصل إلى قرارها حتى تبدو الموجة التالية ملاحقة لها ومتشابكة معها في المجرى المتصل المتدفق وفي كل موجة تبلغ حد الروعة الباهرة بالإيقاع التصويري والتعبيري ومواجهة النفس من كل درب ومن كل نافذة.
هذه السورة تعالج قضية العقيدة الأساسية قضية الألوهية والعبودية تعريف العباد برب العباد.. من هو ما مصدر هذا الوجود من هم العباد من جاء بهم إلى هذا الوجود من يقلب أفئدتهم وأبصارهم ولأي شيء خلقهم هذه الحياة المنبثقة هنا وهناك.. من بثها في هذا الموات
هكذا تطوف السورة بالقلب البشري في هذه الآفاق والأغوار على منهج القرآن المكي الذي يهدف إلى تعريف الناس بربهم الحق لتصل من هذا التعريف إلى تعبيد الناس لربهم الحق تعبيد ضمائرهم وأرواحهم وتعبيد سعيهم وحركتهم وتقاليدهم وشعائرهم لسلطان الله الذي لا سلطان لغيره.
تبدأ السورة بمواجهة المشركين الذين يتخذون مع الله آلهة أخرى بينما دلائل التوحيد تحيط بهم في الآفاق وفي أنفسهم بحقيقة الألوهية متجلية في لمسات عريضة تشمل الوجود كله وتشمل وجودهم كله في لمسات ثلاث على أقصى عمق واتساع
الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون هو الذي خلقكم من طين ثم قضى أجلا وأجل
متابعة القراءة