سؤال ديني مهم والاجابة فى المقالة

موقع أيام نيوز

بهذا فهو دين يقوم كله على قاعدة الألوهية الواحدة كل تنظيماته وكل تشريعاته تنبثق من هذا الأصل الكبير ومتى استقرت عقيدة لا إله إلا الله في الأعماق ستقر معها في الوقت نفسه النظام الذي ترتضيه النفوس واستسلمت له فالاستسلام هو مقتضى الإيمان وبه تلقت تشريعات الإسلام بالرضا والقبول لا تعترض عليه ولا تتلكأ في تنفيذه وهكذا أبطلت الخمر والربا والميسر والعادات الجاهلية بآيات من القرآن أو كلمات من رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما تجهد الحكومات الأرضية في شيء من هذا فلا تبلغ إلا الظاهر بينما المجتمع يعج بالمنكرات. 
وجانب آخر من طبيعة هذا الدين أنه عملي ليحكم الحياة في واقعها فهو لا يشرع إلا لحالات واقعة فعلا إنه ليس نظرية تتعامل مع الفروض ولابد أن يكون للمؤمنين بهذه العقيدة من السلطان ما يكفل تنفيذ النظام حتى يكون للشريعة جديتها. 
والمسلمون في مكة لم يكن لهم حياة مستقلة ينظمونها بالشريعة ومن ثم لم ينزل الله في هذه الفترة تنظيمات وشرائع وإنما نزل لهم عقيدة وخلقا منبثقا من هذه العقيدة فلما صارت لهم دولة في المدينة تنزلت عليهم الشرائع التي تواجه حاجات المجتمع المسلم ولم يشأ الله أن ينزل عليهم النظام والشرائع في مكة ليختزنوها جاهزة حتى تطبق بمجرد قيام الدولة في المدينة إنه لا يفترض المشكلات ليفترض لها حلولا وإنما يواجه الواقع بملابساته.
المادة منتقاة من جواهر تفسير ظلال القرآن لسيد قطب رحمه الله بتعليقات وإضافات من كاتب 

تم نسخ الرابط