يحكى أن رجلا ضاقت به سبيل العيش فقرر
لم تكن النصيحة الثالثة بأفضل من سابقتيها فترك الرجل ذلك الشيخ وأعطاه الجمال الثلاثة وساق ما بقي معه من إبل وماشية وسار في طريقه عائدا إلى أهله عدة أيام نسي خلالها النصائح من كثرة التعب وشدة الحر.
وفي أحد اﻷيام أدركه المساء فوصل إلى قوم نصبوا خيامهم في قاع واد كبير فتعشى عند أحدهم وبات عنده وبينما كان يتأمل النجوم شاهد نجم سهيل فتذكر النصيحة التي قالها له الشيخ فقام سريعا وأيقظ صاحب البيت وأخبره بقصة النصيحة وطلب منه أن يخبر قومه حتى يخرجوا من قاع ذلك الوادي ولكن المضيف لم يكترث له
فقال الرجل والله لقد اشتريت النصيحة بجمل ولن أنام في قاع هذا الوادي
فقرر أن يبيت على مكان مرتفع فأخذ إبله وماشيته وصعد إلى مكان مرتفع بجانب الوادي وفي آخر الليل هطل المطر بشدة وجاء السيل يهدر كالرعد فهدم البيوت وشرد القوم.
وفي الصباح سار عائدا نحو أهله وبعد يومين وصل إلى بيت في الصحراء فرحب به صاحب البيت وكان رجلا نحيفا خفيف الحركة وأخذ يزيد في الترحيب به والتودد إليه حتى أوجس منه خيفة
فنظر اليه وإذا به ذو عيون زرق وأسنان فرق فقال آه هذا الذي أوصاني عنه الشيخ أن به نفس المواصفات لا ينقص منها شيء.
وبعد أن أيقن المضيف أن ضيفه قد نام أخذ يقترب منه على رؤوس اصابعه حتى وصله
ولكن الضيف كان يقف وراءه فقال له لقد اشتريت النصيحة بجمل
وفجأة تذكر النصيحة الثالثة التي تقول نام على الندم ولا تنام على الډم فهدأ وتركهم على حالهم وخرج من البيت وعاد إلى أغنامه ونام عندها حتى الصباح.
ونظر الرجل إلى ابنه وإذا به ذلك الشاب الذي كان ينام باﻷمس بجانب زوجته فحمد الله على أن هداه وقال في نفسه حقا.. كل نصيحة أحسن من جمل.
هذه من قصص التراث التي تبعث رسائل لتقبل النصيحة وفهمها بأبعادها.
وهي قصة المثل القائل النصيحة بجمل